يوسف أيوب

رسالة إلى أشقائنا فى السودان 

السبت، 04 مارس 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت خلال الأيام الماضية، حالة غريبة تسيطر على الأحاديث والحوارات، سواء فى الأوساط السياسية والاجتماعية أو الإعلام السودانى، تحاول فى مجملها استعداء مصر لأسباب غير مفهومة، وغير مبررة أيضًا، منطلقة فى مجملها لشائعات تحملها وسائل التواصل الاجتماعى، أو محاولات تحريض معروفة المصدر وشخصيات تتمنى اليوم الذى تنقطع فيه أواصل الأخوة بين شعبى وادى النيل.
 
ورغم أن الحقيقة واضحة للعيان، بأن مصر لم ولن تقبل أبدًا الإساءة لأحد من أشقائها خاصة السودانين المرتبطين معنا بعلاقات اجتماعية وتاريخية يصعب تجاوزها أو تناسيها، إلا أن أشقاءنا فى السودان للأسف الشديد لم يحاولوا تحرى الدقة، واختاروا أن يسيروا خلف هذه الشائعات ويحققون للمغرضين أهدافهم، فرأينا هذه الحالة التى لا يمكن أبدًا أن تكون معبرة عن علاقة الشعبين.
 
من حق أشقائنا فى السودان أن يغضبوا إذا لحقهم أذى من مصر، لكن من حقنا عليهم أن يتبينوا الحق من الباطل، وعليهم أن يدركوا جيدًا أن مصر قيادة وشعبًا لا يمكن أبدًا أن تسىء للشعب السودانى ولا للقيادة السودانية، حتى وإن كانت هناك قضايا عالقة بين البلدين تحتاج لحوار ونقاش مستمر حتى نصل فيها إلى اتفاق وتوافق.
 
نحتاج إلى حوار وتوافق حول كل القضايا، منها التناول الإعلامى، فكم من مرة سمعت غضب الأشقاء من الإعلام المصرى، محملينه مسؤولية كبيرة مما يحدث، وربما نتذكر ما قاله الرئيس البشير قبل عدة أشهر فى القاهرة بأن الناس أصبحوا على دين إعلامهم، وهى إشارة واضحة إلى أن الإعلام، وتحديدًا المصرى هو السبب فى توتير العلاقات بين البلدين، وسمعت كثيرًا عن محاولات واقتراحات لصياغة خطاب إعلامى فى البلدين يحفظ العلاقة بين البلدين، لكن كانت كلها مجرد أحاديث وأمانى لم ترقَ إلى الفعل حتى الآن، وربما يكمن السبب الحقيقى وراء ذلك أن الإعلام ليس هو المسؤول عن التوتر إن وجد، لأن القضية فى الأساس سياسية وقد قلت ذلك أكثر من مرة لمسؤولين وإعلاميين سودانيين، ولازلت عند رأيى هذا الذى تدعمه كل الحقائق والوقائع، فالمتابع للإعلام المصرى خلال تناوله للعلاقة مع الخرطوم سيجد أنه ليس منشئًا للحدث وإنما ناقلاً له أو معلقًا عليه، لذلك إذا كان لابد من حل فهو فى يد السياسيين.
 
على السياسيين وتحديدًا فى الخرطوم أن يتنبهوا لذلك جيدًا حتى نحافظ على ما تبقى من علاقة، خاصة أننا ندرك أن هناك أطرافًا إقليمية وقوى فى القاهرة والخرطوم لا يعجبهم التوافق الذى ظهر بين البلدين خلال العامين الماضيين، فكانوا يتوقعوا أن تسوء العلاقة بعد 30 يونيو لكن جاءت القيادة المصرية الجديدة، لتؤكد اهتمامها بالجوار الاستراتيجى لمصر، وخاصة السودان التى نرتبط معها بعلاقات وثيقة تاريخية واجتماعية، ولا عجب أنه منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكم التقى بالرئيس عمر البشير، أكثر من 15 مرة، سواء فى القاهرة أو الخرطوم أو خلال مشاركة الرئيسين فى مناسبات إقليمية ودولية، وهو ما أثار حفيظة المغرضين فراحوا يبثون سمومهم هنا وهناك، وقد سمعت من أصدقاء متابعين للعلاقات المصرية السودانية أنهم رصدوا خلال الأيام الماضية تحركات من بعض الشخصيات المحسوبة على جماعة الإخوان المقيمين فى الخارج، هدفها بث الفتنة، منها على سبيل المثال فيديو تحريضى ويحمل كلمات غير مقبولة تجاه أشقائنا السودانيين الذين اعتبروا هذا الفيديو دليل إدانة لمصر كلها، وراحوا يشنون هجومًا شرسًا على المصريين فى وسائل التواصل الاجتماعى.
 
هذا الفيديو وغيره كثير ظهر وسيظهر مستقبلًا، يهدف إلى بث الفتنة بين الشعبين، لذلك يجب أن نكون جميعًا على قدر المسؤولية لإفساد هذه المحاولات الخبيثة، وأن ننتبه إلى أن خطورة الانسياق وراء هذه المحاولات.
 
فى النهاية، فإن رسالتى لأشقائنا فى السودان، أن مصر والسودان بلد واحد وسيظلان كذلك مهما حدث.









مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

احتجاج

الاعلام ليس مشكلة لكن عندما تأتيك الاساءة من مسؤول مثل وكيل وزارة الزراعة الذي وصف السودان ببلد الزنوج والكوليرا علي قناة فضائية مصرية الغريبة ان القناة اعتذرت لكن المسؤول لم يتبين خطاءه حتى اليوم ولم يعتذر عنه.

عدد الردود 0

بواسطة:

العامري

انت..

هل برأيك أن يصمت السودانيين على من الإهانة واذا صمت يصبح الصمت في حد ذاته اهانة

عدد الردود 0

بواسطة:

هاشم

شعب واحد

العلاقة بين مصر و السودان أكبر من أي خصام و لا أرى سببا للقلق ...

عدد الردود 0

بواسطة:

سوداني اصيل

رسالة الي يوسف ايوب

في متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي لاحظت هجوم علي الشعب المصري الشقيق ولقد تفاجئة لذلك, هنالك حملة ممنهجة ضد الشعبين كثير من الناس يدخل مواقع التواصل الاجتماعيه السودانية لخلق الفتن ومحاولت التفرقة بين الشعبين الشقيقين, لكن اريد ان احيطك العلم بان هولاء ليسو سودانيين دليلي علي ذلك هنالك نفس التعليقات copy pest منشوره في مواقع مختلفة, وهنا ياتي دوركم لافشال هذه المخططات, عاش الشعب المصري والسوداني اخوه الي الابد.

عدد الردود 0

بواسطة:

سودانى تانى

كان زمان وجبر

فبماذا تفسر مئة عام من الاهانة الممنهجة فى السينما والصحف والاذاعة والمسرح والتلفزيون والسخرية المهينة من السودانيين والنوبيين: من الوانهم وسحناتهم ولهجاتهم ومهنهم؟ ماهى الاهانة فى نظرك ان لم تكن هذه؟ لقد عرفنا طريقنا يا سيد ايوب بعد قرن من الغفلة وعرفنا اشقاءتا الحقيقيين: اثيوبيا واريتريا والصومال وتشاد وباقى دول الجوار الافريقى فلا تتعب نفسك فى محاولة استعادة ما لا يستعاد.

عدد الردود 0

بواسطة:

الميرغني

الي حصل حصل

أكيد ان الاعلام المصري وبعض النواب والفنانيين قد قطعوا شعره معاويه مع السودانيين لكن هنالك من يصطاد في الماء العكر ،،،،،، اعتقد ان جهات استخبارية اثيوبيه او جنوب السودان تسعي لازدياد الهوه بين السودان ومصر عبر وسايط التواصل الاجتماعي

عدد الردود 0

بواسطة:

Ali

تتويه الحقائق

دائما ما يحاول الاعلام المصري تتويه الحقائق ومحاولة خلق هالة ضبابية وفي اخر الموضوع يحمل الازمة للسودان ولكننا نرفض ذلك جملة وتفصيلا وعليكم بداية بالاعتذار عما قدم في اعمالكم الدرامية ضد الشخصية السودانية ثم الاعتذار عن تزويركم للتاريخ والقول ان السودان مصرية .. فالغريب في الامر انكم اساسا لا تعرفون ان السودان مذكر وتقولون السودان مصرية .. يا للعجب .. ثم نأتي للوضع الحالي .. منذ سنين قليلة حينما ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي وجدنا مصريين يسيئون للسودان وطبعا لن نسكت وسوف نسئ لمصر فهي ليست منزهة من الاساءة وكل من تطاول على بلدنا سنتطاول على بلده فنحن نحب بلدنا اولا واخيرا ولا نحب غيرها ومن يحترمنا نحترمه ومن يقدرنا نقدره ومن يسئ الينا بالتأكيد سوف نسئ اليه .

عدد الردود 0

بواسطة:

سودانى

لقد

لقد أعطينا المصرييناير أغلى ما نملك ...الارض والماء (50% )من حصتنا وكل السودانيين كانت نظرتهم الوحده الكاملة ولكن ما هو رد المصريين الرسمى ... هو السعى لتدمير السودان وانت اول من يعلم ذلك .....فلا داعي لدموع التماسيح

عدد الردود 0

بواسطة:

T1696754A

يوسف أيوب رسالة إلى أشقائنا فى السودان

استاذ يوسف. سخرية المصريين على السودانيين لا تحتاج لاثبات... في مسلسلات .. افلام.. مسرحيات.. في قنواتكم المصريه.. ياااااااه.. او يووووووه عندما منع العالم كله استيراد المنتجات الزراعيه المصريه.. لم تجد مصر الا السودان لتصب عليه جام غضبها.... نظرتكم الدونيه للشعب السوداني لا تخطئها عين .. و اعتقد ان الوقت قد ولى لتحمل المزيد من اهتراءاتكم.. و ملاسناتكم.. زمن الصمت قد ولى و شكرا

عدد الردود 0

بواسطة:

عماح

شكرا

الاستاذ أيوب شكرا على مقالك الرائع والغريب في الأمر مقالك ادهشني لأنه خالي من الشتائم كما تعودنا دائما على الشتائم من اخونا الإعلاميين المصريين..إني أرى الفتنه تلوح على الأفق ربك يستر ولك منا كل الود

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة